البوابة
الحرب الإعلامية على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد …
نعيش في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف يتوجه إليه الغرب بالإساءة له وإعلانهم الحر ب الإعلامية على جنابه عليه الصلاة ولإسلام وهذا الأمر لا شك هو سنة اللذين من قبلهم كما قال الله تعالى()مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ) (فصلت:43)
وأننا لنجد الحرب الإعلامية الآن في الإساءة على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم تكن اعتباطا ولا عفوية و أن ما كانت بأحكام ودقة بين زعماء المشركين والكفار وحسب قواعد معينه هي أتساس القواعد المعمول بها في تخطيط الحر ب النفسية في العصر الحديث ولقد كان المشركين الأوائل في بداية البعثة يستخدمون هذه الحر ب وذلك بأنهم كانوا يختارون الوقت المناسب موسم الحج إلي مكة
والاتفاق وعدم التناقض حتى تكون حملتهم منظمة وبالتالي لها تأثير على الوفود فتؤتى آثارها المرجوة منها .
ولقد قام المشركون والكفار في هذا الزمان بتجديد عهدتم الفعال بالإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ونتتبع معا ولننظر كيف كانت الإساءة من المشركين الأوائل وكيف الإساءة الآن ولنرى ما هو هدف الأولين والآخرين فأما المشركون الأوائل فقد كان أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتربص له كل ما جلس عند وفد أو جماعة حدثهم بأنه نب مرسل فإذا قام من عندهم أتاهم أبو لهب وقال لهم لا تصدقوا فانه كذاب حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك الوليد بن المغيرة قام هو ومشركو مكة بتشويه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الوليد يا معشر قريش انه قد حظر موسم الحج وان وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم يعني محمد صلى الله عليه وسلم هذا فاجمعوا رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ويرد قولكم بعضا بعضا فقالوا يا ابى عبد شمس قل و أقم لنا رأيا نقول
قال: بل انتم قولوا اسمع
فقالوا :كاهن
فقال: ما هو بكاهن ولقد رأيت الكهان فما هو بزمزرة كاهن وسمعه
فقالوا: مجنون
فقال: ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو تخمه ولا تخالجه ولا وسوسته
فقالوا :شاعر
فقال: ما هو شاعر قد عرفنا الشعر برجزه و قر يضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر
قالوا: فنقول ساحر
قال: ما هو بساحر ولقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده
قالوا: فما نقول يا أبى عبد شمس
قال: والله إن لقوله لحلاوة ، وان اصله لعذقُ (أي طيب) ، وان فرعه لجناه (ثمرة لذيذة) ، وما انتم بقائلين في هذا شء الا عر ف انه باطل وان اقرب القول لان تقولوا ساحر فقولوا ساحرا يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه والمرء وزوجه وبين المرء وعشيرته فانزل الله تعالى آياته على هذا التدبير الباطل وذلك أنزله في سورة المدثر في قوله تعالى ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآياتنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (المدثر)
ولقد كانت الحرب الإعلامية لها قوة وتأثير ولكنها لم تستطيع أن تحاصر دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بل الدعوة هي التي استطاعت اختراق حصار الأعداء الذين حاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم حتى انه كان من ثمار هذا الاختراق للحصار هو الإسلام خمسة من الصحابة وهم (الطفيل بن عمر الاوسي وحماد الازدي وعمر بن عبسة وحصين بن عمران وأبو ذر الغفاري (رضي الله عنهم) و انقلب مكر المشركين وتدبيرهم على أنفسهم وانقلبوا خاسرين وفشلت محاولات التشويه والحجر الفكري . وأننا نأخذ من هذه الأمثلة الدروس والعبر والانتباه وان المشركين الصليبيين الدنيماركيين والنرويجيين يرسمون صور ويقولون انه جاء من عنده الإرهاب ومنه بدا وهو قائد الإرهابيين فهذا أمر مدبر ومخطط ومتفقا عليه كما فعل الوليد بن المغيرة ومشركو مكة ولما علموا بالحرب الإعلامية بإساءتهم إلى المحسن النبي عليه الصلاة والسلام ورد عليهم المسلمون بالاحتجاج والحرب الإعلامي والاقتصادي تضامنا وتازرا ونصرة لرسول الله صلى الله عليه ويسلم أعلن الاتحاد الأوربي وقادة أوربا المشركون بأنهم سيتضامنون مع الدنمارك والنروج والسويد في الاقتصاد جراء ما فعله المسلمون في العالم الإسلامي ضد الدنماركيين واتباعهم فان الكفر ملة واحدة وانهم يدا واحدة على الإسلام والمسلمين ، وقال تعالى ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران: من الآية118)
وبعد ان عرفنا اتجاه الأوربيين والآخرين وعرفنا هدفهما وهو حق الإسلام فما هو عملنا اتجاه هذه الحرب فيرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بان عملنا هو ( من رأى منكم منكرا فل يغره بيده فان لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الأيمان ) وأننا نستطيعُ أن ننكر هذا المنكر بأيدينا وذلك بمقاطعة منتجات هؤلاء الكفرة قطعا باتا لا رجعت عنه ولا انتهاء ودون تهاون في هذا الأمر ونستطيع أن ننكر المنكر بألسنتنا وذلك بالأعلام والتعليم للقران الكريم وتبينه للناس وتعليمه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم و أخلاقه وما يتعلق في حياته ودعوته عليه الصلاة والسلام وأننا نستطيع بقلوبنا وذلك بان نقول ( اللهم هذا منكر لا نرضى به ولا نقدر على زواله ) ونسأله تعالى أن يجعلنا ممن عزز رسول الله صلى الله وسلم ووقره وأيده ونصره
آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الرسول الأمين وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
_________________
