البوابة
بكت حمامة وادي الجزع والتحفت
بـمطرف الحـزن لمــا أقـفـر الوادي
والله لــو صدقت بنـت الهديـل لمـــا
ســالـت خـضـاباً ولا غـنّـت بـإنشـاد
ولا زهـى جيــدهـا عقـداً ورصّعهـا
تـــاج كتـــــاج الصـقـلّــي وابن عبّاد
أبكي أسى وجراحــاتي مضرّجـــة
بـأسـهـم البيــن مـــن نــأي وإبـعـــاد
أبــــا معــاذ جـــزاك الله مكــرمـــة
وأنـت مـن أنـت فـي عـلـم وأمجـــاد
بـــالله لو زرت بـيـت الله يـا ثـقـتـي
أو روضة فـي جـوار الشافع الهادي
فـخـذ فــؤادي تـجـد أشـلاءه مِــزعاً
وألقه فـي رحـاب الـربع والنــــادي
هـنــاك حـيـث الثرى مسك ورملتـه
تفوح بالطيـب والريـحــان والكــادي
ســألتـك الله والــودّ القـديـــم تــعــد
بـعـد الغيــاب لمضنـى ربّ إجهـــاد
وضع قميصك يا قلبي على بصـري
يرتدّ بـعـد العـمـى نــوراً لإرشــادي
والله ما غسلت عـينـي محــاجـرهــا
لـفـقــد خــلٍّ ولا شــوقـــــاً لأولادي
لكــن لطـيـبــة أشــواقـي مـجـنـحــةٌ
درى بـهــا حـاضــر الأقوام والبادي
وقـصـة الحـب يــا سـلمـان رتَّـلـهـا
في مسمع الدهر صوت البلبل الحادي
معزوفة بـرنـيـن القـلـب تحـسبـهـــا
مــن صــوت معبــد من ناي وأعـواد
حـدّث فديتــك فالأرواح ظـــــامـئـة
وبوحُك العذب ريّ الظامئ الصادي
أذّن بـلالُ فـــأذن الكــون مـطـرقــةٌ
وليــلــة الأنس قد طـــــابـــت لعبّــاد
والــدهر فـي مهـرجـان الفتح شرفه
جبـريـل بـالوحي فيـنـــا رائـح غـــادِ
واليــوم تـحتـفـل الدنيــا بـنـهـضتـنـا
تـمـزقــت عنـدهـــا أكبـــــاد حســـّاد
يــوم بـــه تـلبــس الأيــام زيـنـتــها
والشمس ضاحكة فـي عـيــد مـيـــلاد